تخضع استثمارات شركة “مايكروسوفت” البالغة 13 مليار دولار في شركة “أوبن إيه آي” للذكاء الاصطناعي لتدقيق متزايد من هيئات مراقبة مكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي.
وقالت بلومبيرغ إنه من المقرر أن يستجوب الاتحاد الأوروبي منافسي مايكروسوفت بشأن الاستخدام الحصري لشركة الذكاء الاصطناعي لتكنولوجيا السحابة من مايكروسوفت، وهي خطوة قد يكون لها آثار كبيرة على المنافسة في صناعة التكنولوجيا في القارة.
وأعلنت مارغريت فيستاغر، رئيسة مكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي، يوم الجمعة، أن الاتحاد الأوروبي قرر عدم التحقيق في الصفقة بموجب قواعد الاندماج الخاصة به، بعد عجزها عن إثبات سيطرة مايكروسوفت على “أوبن إيه آي”.
وبدلا من ذلك، يركز المنظمون على البنود الحصرية التي فرضتها “مايكروسوفت” مع “أوبن إيه آي” وتأثيراتها السلبية المحتملة على المنافسة في السوق.
الاتحاد الأوروبي قرر وقف التحقيق في الصفقة بين مايكروسوفت و”أوبن إيه آي” (غيتي)
آثار أوسع وإجراءات تنظيمية
وسيقوم الاتحاد الأوروبي أيضا بتوزيع الأسئلة المتعلقة بترتيب “غوغل” مع شركة “سامسونغ” لتثبيت نموذجها الصغير “جيمني نانو” مسبقا على أجهزة معينة.
وشددت فيستاغر على أن الاتحاد الأوروبي يدرس كيفية استحواذ شركات التكنولوجيا الكبرى على الشركات، لا سيما من خلال التوظيف الجماعي.
وتتبع هذه الخطوة الأولية التحقيق الذي أجرته لجنة التجارة الفدرالية الأميركية في ممارسات التوظيف التي قامت بها مايكروسوفت لموظفي شركة “إنفلكشن”.
وقالت فيستاغر “سوف نتأكد من عدم تسلل هذه الممارسات إلى قواعد مراقبة الاندماج لدينا إذا كانت تؤدي في الأساس إلى التركيز”.
وتحدد اتفاقية مايكروسوفت مع “أوبن إيه آي” شركة “مايكروسوفت أزور” باعتبارها المزود السحابي الحصري لـ”أوبن إيه آي”، وهو جانب مهم يريد الاتحاد الأوروبي مزيدا من التدقيق فيه.
ومن المحتمل أن تؤدي الأسئلة الأولية من الاتحاد الأوروبي إلى تحقيقات رسمية، مما قد يؤدي إلى أوامر بتغيير الممارسات التجارية أو فرض غرامات على أي سلوكيات محددة مناهضة للمنافسة.
وصرحت مايكروسوفت في بيان لها “نحن نقدر المراجعة الشاملة التي أجرتها المفوضية الأوروبية واستنتاجها بأن استثمار الشركة وشراكتها مع أوبن إيه آي لا يمنحنا السيطرة على الشركة”. وأضافت “نحن على استعداد للرد على أي أسئلة إضافية قد تكون لدى المفوضية الأوروبية”.
الاتحاد الأوروبي سيقوم بتوزيع الأسئلة المتعلقة بترتيب “غوغل” مع شركة “سامسونغ” (شترستوك)
سياق
وقد أثار اهتمام الاتحاد الأوروبي بالشراكة بين مايكروسوفت و”أوبن إيه آي” فضيحة تورطت فيها قيادة الأخيرة، وفق ما أكدته بلومبيرغ.
حيث أثار طرد سام ألتمان وإعادة تعيينه لاحقا، مع لعب الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت ساتيا ناديلا دورا محوريا، تساؤلات عن توازن القوى بين الشركتين.
وتقوم هيئة المنافسة والأسواق في المملكة المتحدة ولجنة التجارة الفدرالية الأميركية أيضا بدراسة الآثار المترتبة على هذه الشراكة.
وفي جوهر الشراكة بين الشركتين، تبرز قوة الحوسبة الكبيرة المطلوبة لتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل تشات جي بي تي.
وأصبحت “أوبن إيه آي” عميلا مهما للخدمات السحابية من مايكروسوفت، مما يزيد الشكوك أكثر على الترابط بين عملياتها.
وبموجب قواعد الاندماج في الاتحاد الأوروبي، يتم فحص الصفقات ضمن أطر زمنية صارمة، ويجب على الشركات معالجة مخاوف محددة تتعلق بالمنافسة.
ويسمح قانون المنافسة الكلاسيكي للاتحاد الأوروبي باستهداف الاتفاقيات المناهضة للمنافسة وإساءة استخدام الهيمنة، مع غرامات محتملة تصل إلى 10% من إيرادات الشركة.
ويتبع هذا التدقيق الأخير تاريخا طويلا من معارك مكافحة الاحتكار بين مايكروسوفت والاتحاد الأوروبي، بما في ذلك الاتهامات الأخيرة بإساءة استخدام السوق فيما يتعلق بتجميع تطبيق مؤتمرات الفيديو “تيمز” مع برامج أعمال أخرى.

سهم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *