“مُنعش، كثير العُصارة، مُعَطِّر، يحتفظ لنفسه بنكهة متعددة الأشكال، نشأ في جزيرة بربادوس الواقعة في منطقة البحر الكاريبي بأميركا الشمالية، من تهجين البرتقال الحلو مع فاكهة حمضية كبيرة تسمى البوميلو”، هذا هو وصف موقع جامعة جونز هوبكنز الطبية لفاكهة الغريب فروت.
تلك الفاكهة الحمضية النابضة بالحياة، التي اشتهرت بنكهتها الحلوة والمرة، ودعمت الدراسات فوائدها الصحية، لتمتعها بصفات فريدة تجعل منها طعاما صحيا للغاية، وجزءا لذيذا من نظام غذائي يحتوي على مستويات عالية من الفيتامينات والمعادن والمواد المغذية، ويلعب دورا في الحفاظ على قوة جهاز المناعة والقلب والأوعية الدموية.
كما يتفرد الغريب فروت أيضا بفائدة أخرى لا تشاركه فيها الفواكه الحمضية الأخرى، وهي مستواه العالي من فيتامين “إيه”، أو “البيتا كاروتين”، المهم جدا “لصحة العين، ودعم جهاز المناعة، والحماية من الالتهابات”، ففي حين توفر البرتقالة الواحدة حوالي 4% من احتياجاتنا منه، “يمكن لثمرة الغريب فروت الكاملة أن توفر أكثر من 50% من هذه الاحتياجات”.
الغريب فروت يتفرد بمستواه العالي من فيتامين “إيه”، أو “البيتا كاروتين”(غيتي)
ورغم كل ما سبق من مزايا، فقد لا يخلو الغريب فروت من مخاطر، سنتعرف عليها ضمن هذا التقرير.
فوائد الغريب فروت
“إن الغريب فروت فاكهة مفيدة بشكل جيد لضبط مستوى السكر في الدم، وخصوصا لمن يعانون مقاومة الأنسولين أو مرض السكري من النوع الثاني”، وفقا لما قالته خبيرة التغذية والسكري، إيرين بالينسكي واد، لصحيفة “يو إس إيه توداي”. لهذا “يمكن أن يكون الغريب فروت حلوى رائعة لمرضى السكري”، حسب جونز هوبكنز.
كما تضيف بالينسكي أن الغريب فروت “يُعد مصدرا ممتازا للبوتاسيوم، الذي يمكن أن يساعد في تخفيف ضغط الدم، وتعزيز صحة القلب والأوعية الدموية”، إذ توفر ثمرة الغريب فروت “نحو 10% من احتياجاتك اليومية من البوتاسيوم”.
إلى جانب احتوائه على نسبة عالية من الألياف، التي يمكن أن “تساعد في السيطرة على الكوليسترول الضار (إل دي إل)، وتقليل الالتهاب، وتحسين صحة الأمعاء، وتعزيز نمو البكتيريا المفيدة”.
الغريب فروت يحظى بشعبية كبيرة لدى من يحاولون إنقاص الوزن (بيكسلز)
أيضا، الغريب فروت معروف بغناه بمضادات الأكسدة، وخصوصا:

فيتامين “سي”، حيث تحتوي حبة غريب فروت متوسطة الحجم على 100% من الاحتياجات اليومية الموصى بها من فيتامين “سي” الضروري لحماية وتقوية جهاز المناعة.

ويحمي خلايا الجسم من “آثار الجذور الحرة” صاحبة الدور المحتمل في الإصابة بمرض القلب والسرطان وأمراض أخرى، كما يحتاجه الجسم لامتصاص الحديد وتخزينه، وتكوين الأوعية الدموية والعضلات، والكولاجين المهم للعظام والبشرة، “إلى جانب أهميته لعملية تعافي الجسم وشفائه من الأمراض”، حسب موقع مايو كلينك.

“الليكوبين”، مضاد الأكسدة القوي، الذي يوجد بكثرة في الطماطم والبرتقال أيضا، والفعال في “تخفيف حالات تمرد السرطان، ومرض السكري، ومضاعفات القلب، وأمراض الجلد والعظام، والاضطرابات الكبدية والعصبية”.

الغريب فروت لا يحرق الدهون
فرغم أن بعض الحميات الغذائية تزعم هذا الادعاء، “فإنه غير ممكن علميا”، بحسب جونز هوبكنز، الذي يؤكد أن “الغريب فروت لا يزيد من التمثيل الغذائي للدهون أو يستهدف رواسب الدهون في منطقة الوسط، بل لا يوجد طعام يمكنه أن يفعل ذلك في الواقع”.
الغريب فروت يُعد مصدرا ممتازا للبوتاسيوم، الذي يمكن أن يساعد في تخفيف ضغط الدم (غيتي)
ومع ذلك، يحظى الغريب فروت بشعبية كبيرة لدى من يحاولون إنقاص الوزن، “ربما لمحتواه من السعرات الحرارية الذي يبلغ حوالي 104 سعرات حرارية فقط للفاكهة الكاملة، ولدوره في تعزيز الشعور بالشبع، والترطيب الجيد”.
وإن كانت هناك أبحاث أشارت إلى أنه “يمكن إدراج الغريب فروت في نظام غذائي لإنقاص الوزن”، إلا أن هذا لا ينفي الحاجة لمزيد من البحث، “لإثبات الادعاء بأن تناول الغريب فروت بحد ذاته كاف لفقدان الوزن”.
للحصول على بعض الغريب فروت الجيد
“هناك الغريب فروت الأحمر الياقوتي والأصناف الوردية والبيضاء، لكن في بعض الأحيان يكون من الصعب تحديد اللون الداخلي، لأنه قد يكون مختلفا تماما عن لون القشرة الخارجية”، لذلك ينصح جونز هوبكنز باستخدام حواسك في اختيار الغريب فروت الجيد كالتالي:

البحث عن اللون الزاهي، خاصة إذا كان الجزء الداخلي مكشوفا، فبالنسبة للفواكه والخضروات، “تُشير الألوان الزاهية إلى المحتوى الغذائي الغني”.
الشعور بوزن الفاكهة في يدك، “لأن ثمار الحمضيات الثقيلة تكون غالبا أكثر عصارة من الخفيفة”.
ملاحظة قوام القشرة، حيث يجب أن تكون رقيقة وناعمة، وليست قاسية جدا.
استنشاق رائحة الثمرة، ففاكهة الغريب فروت الجيدة لها رائحة لطيفة تشبه رائحة الزهور تقريبا.
طرق للاستمتاع بالغريب فروت.

 
تناول الغريب فروت بحد ذاته غير كاف لفقدان الوزن (دويتشه فيله)
يُعد تناول نصف ثمرة غريب فروت بالملعقة طريقة كلاسيكية لتناول الإفطار، ولكن للحصول على وجبة بسيطة غنية بالفيتامينات ومنخفضة السعرات الحرارية، “يمكن تقشير ثمرة غريب فروت صغيرة مثل البرتقالة والاستمتاع بها قطعة تلو الأخرى”، وفقا لموقع جونز هوبكنز، الذي يقترح هذه الوصفات للاستمتاع بالغريب فروت:

الغريب فروت المشوي، ويكون برش القليل من السكر البني فوق نصف ثمرة غريب فروت، وشويها للحصول على حلوى أنيقة، أو وجبة إفطار يمكن إقرانها مع الزبادي أو الموز.
سلطة الغريب فروت على الطريقة الإيطالية، وتكون بإضافة بعض قطع الغريب فروت إلى الجرجير الطازج والبارميزان والفستق. كما يمكن جعلها وجبة كاملة بإضافة الدجاج المشوي.
أو خلط قطع الغريب فروت مع الأفوكادو وعصير الليمون والقليل من الملح والأعشاب الطازجة مثل الكزبرة أو النعناع.

مصدر الخطر الرئيسي في الغريب فروت
فرغم أن الغريب فروت فاكهة لذيذة ذات فوائد صحية عديدة، “فإنها يمكن أن تتفاعل مع بعض الأدوية الشائعة، مما يغير آثارها على أجسامنا”، وخصوصا أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم والاكتئاب وارتفاع الكوليسترول في الدم، وفقا لتحذيرات موقع هيلث لاين.
فاكهة الغريب فروت يمكن أن تتفاعل مع بعض الأدوية الشائعة، مما يغير آثارها على أجسامنا (وكالة الأنباء الألمانية)
فقد حددت دراسات أجريت على مدى 20 عاما، “أكثر من 85 دواء، من المتوقع أن تسبب آثارا جانبية شديدة بعد تناول الغريب فروت”.
أيضا، “قد يكون الأشخاص الذين يعانون مشاكل في الجهاز الهضمي أو المعدة، حساسين للحمض الموجود في الغريب فروت، كما يعد تآكل مينا الأسنان مصدر قلق آخر لدى البعض، بشأن الغريب فروت والحمضيات الأخرى”.
كما نبهت بالينسكي إلى أنه “قد ثبت تأثير الغريب فروت سلبا على الكلى لغناه بالبوتاسيوم”، وتنصح باستشارة الطبيب قبل تناوله. لكنها عادت وأكدت في الوقت نفسه أنه “لا داعي للقلق من تناول الغريب فروت بشكل عام”، معتبرة أن نصف ثمرة في اليوم “يمكن أن تكون كمية معتدلة تناسب معظم الناس، ممن لا تشملهم هذه المحاذير”.

سهم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *